أيها الاخوة والأخوات الأحباب لقد كثر ت فى الآونة الأخيرة ظاهرة عقوق الأولاد لأبائهم وأمهاتهم
وهذا مما يخالف دين الله الأسلام وشريعته السمحاء التى حضت وأمرت ببر الوالدين وحبهما وما
عقوق الوالدين الا نتيجة لضعف الايمان وربما يدخل فى ذلك التربية الخاطئة
ومنها تدليل الأبناء لدرجة غير مقبولة - والحقيقة أننى أحترت فى كيفية الكتابة فى هذا الأمر
الخطير وبحثت كثيرا ولكننى فى النهاية عدت من حيث بدأت ووجدت ليس هناك أفضل من القرآن
الكريم وأحاديث رسولنا الكريم فيما أمرا به من حب الوالدين و برهما
فقال الله تعالى: ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا ) البقرة 83
وقال تعالى: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) النساء 36
وقال تعالى: ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما
ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) العنكبوت 8
سئل النبي : أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها).قال: ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين).
قال: ثم أي؟
قال: (الجهاد في سبيل الله) _[متفق عليه].
قال : (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق
الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].
* جاء رجل الى النبى وقال له : أى الناس أحق بصحبتى يا رسول الله؟
فقال النبى : أحق الناس بصحبتك أمك ... فقال الرجل ثم من ..قال أمك ..فقال الرجل ثم من ...
قال : أمك ....
فقال الرجل للمرة الرابعة ثم من يارسول الله؟
قال : ثم أبوك ..!! [متفق عليه ]
ومن هنا بين الحبيب صلى الله عليه وسلم فضل الأم لما عانته وقاسته فى تربية الأبناء من التعب
فى الحمل والولادة والسهر وما تعانيه فى حال مرض وليدها وفطامه وكل مراحل حياته.
والوالدان هما السبب في وجود الإنسان، وهما اللذان يتعبان من أجل تربية الأبناء وراحتهم، وقد
فرض الله تعالى برَّ الوالدين على عباده، فقال تعالى:
{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا } [الإسراء: 23].
ولكن نجد وللأسف أولاد يعقوا أبائهم وأمهاتهم وعندما يكبران يضعونهم فى دور رعاية المسنين
والعجزة ليريحوا أنفسهم وما يريحوها والله بل ينزع الله من قلوبهم الرحمة وكما تدين تدان وسيلقون
من أبنائهم عند كبرهم أضعاف ما قدموه لوالديهم من سوء الأعمال ونكران الجميل والجحود - اللهم
أهدى ابنائنا وأجعلهم مخلصين بارين بوالديهم - فمن لديه ابويه أو أحدهما على قيد الحياة
فليسارع الى أرضائهم وان كان فى خصام أو بعدا عنهم فليرجع اليهما مُقبَلا أقدامهما قبل أيديهما
لعل الله يسامحه ويعفو عنه - وأن كانا فى ذمة الله كأبوينا فليدعوا لهما ويحاول أن يصل
أقاربهما وأحبائهما .
وليدعو معنا (اللهم يا حنان يامنان ياواسع الغفران اغفر لوالدى وأرحمهما وعافهما واعفو عنهما وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس اللهم ارحمهما تحت الأرض ويوم العرض ولا تخزهما يوم يبعثون وأدخلهم جنتك بكرمك وجودك واحشرهم فى زمرة المقربين وبشرهم بروح وريحان وجنة نعيم ).