بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اعضاء المنتدى الكرام
--------------------------------------------------------------------------------
مقدمة:لقد ثبت بما لايدع مجالا للشك أن للتدخين أضرارا جسيمة ليس فقط من الناحية الصحية.. ولكن أيضاً من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.. علاوه على مخالفة المدخن للتعاليم الدينيه.. وليست أضراره مقتصرة على المدخن فقط، وإنما هي تصل إلى كافة أفراد أسرته ومجتمعه.. والتدخين أنواع فقد يكون عن طريق السجائر أو السيجار أو الشيشه كما أن هناك أنواع أخرى لاستعمال التبغ غير التدخيين مثل الشمة والسعوط و المضغة.. ولايقتصر الأمر على التدخين المباشر ولكن أيضا على التدخين غير المباشر كما هو الحال بالنسبة للحامل تعرض جنينها لاضراره.. كذلك فإن جلساء المدخنين وخاصة الأطفال والزوجة يتعرضون للأضرار نتيجة تلوث جو الغرفة بشكل متكرر.... وقد ثبت أن للتدخين غير المباشر صلة ببعض الأمراض كسرطان الرئة وغيرها. وللتر طيه أشرار كثير نذكر منها ما يلي:
اولاً: اضرار اقتصاديه واجتماعيه:تدل نشرات منظمه الصحة العالمية على أن عدد الدول المنتجة للتبغ بلغ 120 بلدا ويزداد مع الأسف نصيب الدول الناميه في إنتاح التبغ من يوم إلى آخر حيث بلغ عام 1983م ما مقداره 63% من الانتاج العالمي.. مقارنه بـ 58% عام 1973م و 50% عام 1963م. أما التصنيع فإنه يتم في الدول الصناعية ويباع بعد ذلك إلى الدول المنتجة بأرباح عليه.. ورقم أنه يتم تشغيل عدد كبير من العمالة في الدول النامية في هذا الانتاج إلا أنه لو تم استبدال ذلك بانتاج مادة أخرى نافعه فإن المردود الايجابي يسكون بلاشك أكبر سواء على العمالة أو على البلد المنتج.
ومن الملفت للنظر-والمؤسف أيضا-الاربفاع في صناعصو استهلاك التبغ في الدول النامية في نفس الوقت الذي ينخفض فيه معدل استهلاك الفرد فيها للغذاء.. وهذا يلاحظ بشكل أكبر في أفريقيا.. حيث كان معدل استهلاك الفرد للغذاء عام 1981م أقل منه بكثير عما كان عليه قبل عشرين عاما مضت.
ومع ازدياد موجة التدخين في البلد ان الناميه فقد أسبحت أضراره مماثلة لما لوحظ في البلد ان الصناعيه بل وإنهاقد تكون أكثر تأثيرا نظرا لأن سوء التغذيه وانتشار الأمراض المعدية المختلقة في البلد ان النامية تساعد على تفاقم الوضع.
وتقدر نسبة المدخنين من الرضال البالغين بحوالى 50% في كافة البلدان النامية.. أما بالنسبة للنساء فهتقدر بحوالي 5% ماعدا بعض الدول مثل بنغلادش والهند ونيبال وتايلاند حيث يزداد عدد المدخنات فيها بنسبة كبيرة.. ولقد ثبت أن 25% من الرجال في الصين أدمنوا التدخين قبل أن يبلغوا سن الثامنة عشر.. أما في الهند فإن ثلث الرجال يدمنون التدخين قبل بلوغ سن العشرين.
ومن أضراره الاصابة بالعاهات المختلفة التي قد تصل إلى حد الاقعاد مع المعاناة المستمره من جراء ذلك.. كذلك نقص الانتاجية لدى المدخن لكثرة تغيبه عن العمل بسبب كثرة التعرض للمرض وتقصير أجله مقارنة بغير المدمنين.. كذلك فإن المدمن كثرا ما يتسبب في حوادث الحريق والمرور.. وقد أثبتت الاحصائيات أن حوالي 15-25% من كافة حوادث الحريق ناتجة عن التدخين.. وأن حوالي 24% من حوادث الحريق المسببة للوفيات في الولايات المتحدة تنجم عن التدخين وأن 30% من حوداث الحريق المنـزلية سببها التدخين.
ثانياً: أضرار صحية عامة:من الثابت أن للتدخين أضرارا صحية على كثير من الأعضاء الهامة في الجسم كتأثيراته السلبية على القلب والدورة الدموية التي كثيرا ما تسبب تصلب وانسداد الشرايين.. مما قد يؤدي الى جلطة القلب أو المخ او الأطراف التي قد تسبب الموت المفاجيء أو الشلل والاقعاد أو بتر الطرف المصاب.
أما تأثير التدخين على الجهاز التنفسي كالاصابه بالالتهابات المزمنه للشعب الهوائية وسرطان الرئتين فانه لم يعد خافيا على أحد من غير المختصصين في المجال الطبي.. يضاف إلى ذلك الاصابة بسرطان المثانة والكلي وتأثيره السلبي على القدرة الجنسية كذلك فانه من مسببات الاجهاض الى جانب بأثيره على صحة الجنين ووفيات المواليد وغير ذلك من الأضرار الصحية العديدة والتي لايتسع المجال لذكرها.
والتدخين يعتبر أحد عوامل الخطورة المؤدية الى الموت المفاجىء دون أن يكون هناك أمراض في القلب.. وقد ثبت أن التدخين يلعب دورا بارزا في 75% من حالات الموت المفاجىء إلى جانب بعض وامل الخطورة الأخرى كارتفاع الكولسترول وارتفاع الضغط ومرض السكر.. ويضاف إلى ذلك أن التدخين يؤدي إلى نقص الشهية وضعف التغذية وضعف جهاز المقاومة والاصابه بمختلف الأمراض بسهولة.
ثالثا: أضرار التدخين على الجهاز الهضمي:أ) الفم والأسنان:
تعتبر التهابات اللثة واللسان وتسوس الأسنان وتغيير لونها وتهيج الحلق والبلعوم وكذلك التهابات الغدد اللعابية وتكون الحصى فيها من المضار الشائعه للتدخين يضاف إلى ذلك الرائحة الكريهة للفم.
وقد ثبت علميا أن التبغ من الأسباب الرئيسيه للإصابه بسرطان الشقتين والفم واللسان والبلعوم سواء أكان ذلك تدخينا للسيجارة أو السيجار أوالغليون أو تجميع التبغ بالفم ومضغه (الشمة أوالسعوط) والأخيره عادة منتشرة في جنوب الجزيزة وتهامة الحجاز والسودان لدى الرجال والنساء ولكنها لدى الرجال أكثر.. ويعتبر سرطان الفم مشكلة صحية كبيرة في جنوب وجنوب شرق آسيا وخاصة الهند التي يمثل فيها سرطان الفم 50-70% من أنواع السرطان الأخرى مجتمعة.. وهذا يرجع إلى حد كبير إلى مضغ بعض أنواع التبغ.. وقد ثبت أن نسبة سرطان الفم تزداد مع ازياد نسبة مضع التبغ وخاصه عندما تبدأ هذا العادة في سن مبكرة.. كذلك تبين أن موضع السرطان هو موقع وضع التبغ للمضغ.. أما إذا تم وصنعه للمضغ أثناء النوم فإن نسبة الاصابه بالسرطان ترتفع الى 36مرة عن غير المضغين.. يضاف إلى ذلك أن للشيشة دورا بارصا في نقل الكثير من الأمراض المعدية من سخص إلى آخر كالتهابات الكبد أو بعض الأمراض الفيروسية أو الجنسية.
وقد أجريت بعض الدراسات بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عن الشمه ووجد أن لها علاقة كبيرة في انتشار سرطان الفم واللسان... وقد أشار الدكتور محمد على البار في كتابه (التدخين وأثره على الصحه) إلى وجود زيادة كبيرة في التهابات المريء والمعدة وقرح الاثنى عشر نتيجة استخدام الشمة.. كما وجد أن هذه الالتهابات لاتشفى رقم استخدام الأدويه والعقاقير الجيدة طالما كان المريض مستمرا في تعاطى الشمة، وأن التوقف عنها يؤدى إلى تحسن حالة المريض بصوره مذهله.
ب) المرىء
لقد ثبت أن هناك علاقة بين تدخين السجائر أو الغليون أو مضغ التبغ وسرطان المرىء ويتضح ذلك جليا في بعض الدراسات التي أجريت في جنوب أفريقيا لدى الأفريقيين وكذلك في أواسط وجنوب شرق آسيا.
وبعتبر التدخين من الأسباب الرئيسية لالتهابات المريء حيث يؤدى الى ارتخاء عضلة مدخل المعده مما يسبب ارتجاع حمض المعدة إلى المرىء بصفة متكررة.. وهذا يؤدى إلى التهابات المريء.
ج) المعدة والاثنى عشر:
هناك مؤشرات بأن التدخين من ضمن مسببات التهابات وقرحة المعدة والاثنى عشر وقد أثبتت الدراسات أن نسبة المصابين بالقرحة من المدخنين أكثر من غيرهم.. كذلك فقد ثبت بما لايدع مجالا للشك أن للتدخين دورا رئيسيا في تأخير شفاء قرحة المعدة والثنى عشر حيث يلعب النيكوتين دورا في تخفيف كمية السوائل والبيكربونات التي يفرزها البنكرياس وكذلك فإنه يؤدى أيضا الى ارتخاء عضلات مخرج المعدة وبالتالى ارتجاع عصارة المرارة إلى المعدة مما يسبب تهيجها.. كما أنه يؤثر على الدورة الدموية للاثنى عشر مما يقلل مناعة المخاطيه وحتى لو شفيت القرحة مع العلاج فإن المدخن يتعرض للانتكاسات أكثر من غيره.
د) البنكرياس:
لقد ثبت أن الاصابة بسرطان البنكرياس تتضاعف لدى المدخنين مقارنة بغيرهم وكذلك الاصابه بالتهابات البنكرياس خاصة إذا ما اجتمع التدخين والغول (الكحول) كما هو في البلد ان غير الاسلمية.
هـ) الكبد:
من البديهي أن تدخين الشيشة بالتناوب مع عدة أشخاص يؤدى كما أسلفنا إلى نقل الكثير من الأمراض المعدية من شخص إلى آخر وخاصة التهابات الكبد التى لم تعد أضرارها خافيه على أحد.
و) الامعاء الغليظه (القولون):
أثبتت عدة دراسات عملت مؤخرا في الولايات المتحدة أن للتدخين علاقة في نشوء بعض الأورام التى قد تؤدي إلى سرطان القولون.. كذلك نشر مؤخرا أن بعض أنواع التهابات القولون تكثر لدى المدخنين مقارنه بغيرهم
وهكذا فاننا لا نجد سبيا واحدا وجيها يشجع على الانغماس في هذه العادة الضارة بل إن المؤشرات التي تطرقنا إلى البعض منها والتي تم التعرف عليها حتى الان وفي هذا الفرع المحدود من المجال الطبي تنذر كل ذي عقل بالايتعاد عن هذه العادة الضارة ومحاريتها بكل الوسائل المتاحة..
وقانا الله واياكم من كل سوء.