أول الكلام :
من غرائب روما .. أنها تسافر بنا في كل مكان .. وفي مدة زمنية قصيرة ..
كيف تذهب بنا إلى صحراء قاحلة نشعر فيها بالقهر والأسى منهم ..
ثم نرى أنفسنا في بستان وردي جميل .. ننسى فيه ذلك الغضب وحتى
اليأس الذي يراقبنا عن بعد .. يهرب من روعتهم
بـ روح الذئاب .. بالإمكان أن نذهب بعيداً ..
لا نملك ما يملكه الكثيرون .. لكننا نملك ما لا يملكون أيضاً .. ولهذا
نحن مختلفون .. هناك أشياء تنقصنا لو أكتملت لدينا .. سيكتمل
بدرنا .. لكن رغم ذلك نورنا يسطع وبقوة ويكاد أن يغطي القارة بأكملها ..
روح الذئاب عندما تحضر .. تحذف كل قوانين الكرة .. وتنسى القواعد
وتحترق كتب التاريخ .. فالذئاب حاضرون .. وروحهم حاضرة .. ولا مجال
لشيء آخر .. يمكن أن يدعس نفسه بينها .. لأن الذئاب مع ملكها ..
تعودوا أن يكتبوا التاريخ بخط أيديهم ..
آه كدت أنسى ..
رعب التشامبيونز مع غموض الإسكديتو .. والطموح المجنون !
من لا يملك طموح .. لا جدوى له أن يعيش ويتعب أنفاسه .. هذه هي
الحياة .. لكل أمرء طموح وهدف يسعى لتحقيقه .. ومنذ فترة بسيطة
كتبت موضوعاً تحدثت فيه عن الطموح .. عن طموح روما مع سباليتي
وقلت بالحرف الواحد .. الطموحات الصغيرة لا تأتي بالبطولات !!
ماذا بعد الفوز على ملوك مدريد ذهابا وإياباً .. وماذا بعد تقليص الفارق
إلى 6 نقاط في الكالتشيو .. ؟؟ .. هل نحن مجانين لنطمح بالسفر
إلى موسكو ونعود بالكأس الحلم ؟ .. وهل نحقق المعجزة ونجمع بين
لقبين .. هما الأصعب في تاريخ البطولات .. ( بالنسبة للأندية ) ؟؟
لا أظن أن هناك عاقل يتوقع أن يفوز فريق مثل روما .. ببطولة بحجم
دوري الأبطال .. وفي الوقت نفسه يخطف لقب الإسكديتو من فم
الإنتر .. إذن أنا مجنون عندما أقول أن روما قادر على ذلك .. عشاق
روما مجانين أن كان طموحهم هكذا .. إذن ما أحلى هذا الجنون !
التشامبيونز والإسكديتو .. من هو الأصعب ؟؟
السؤال الأصعب حالياً .. ما هو اللقب الذي نستطيع الفوز به .. ؟!
دوري الأبطال معنا 7 فرق .. 4 منها من تعتبر زعماء الكرة الإنجليزية ..
وأحدها عملاق كتلونيا .. وفريقان مغموران بالنسبة لهذه البطولة هما
فنربخشه التركي وشالكه الألماني ..كل هذه الفرق لم تصل إلى هذه
المرحلة بالصدفة .. بل هناك ما يدعى بالعمل الجاد والعطاء المستمر
والقتالية والإصرار على تحقيق المستحيل ..
ليس من المستحيل أن يخرج مثلاً المان يونايتد على أيدي فنربخشه ..
تذكروا أنها مبارتان فقط .. يمكن إستغلال عامل الأرض والجمهور في أحداها
وفي الثانية يكون التركيز وحسن تعامل المدرب مع ظروف المباراة ..
وبعدها نرى المستحيل قد تحقق .. وأنه لم يعد مستحيلاً !
إسكديتو الإنتر .. فارق 6 نقاط .. وفارق إمكانيات وأشياء أخرى !
هو إسكديتو الإنتر .. لا إسكديتو إيطاليا .. ففرق إيطاليا تلعب في بطولة
أخرى .. والإنتر يلعب الإسكديتو لوحده .. مع صراع أتمنى أن يكون شجاعاً
حتى النهاية ..
6 نقاط فارق .. ومواجهات كبيرة قادمة سواء لروما أو الإنتر .. وبرأي مواجهات
روما القادمة أمام الميلان ولازيو في الديربي .. هي من ستحدد اللقب
فإن تفوق روما وكسب الست نقاط .. ستكون لديه شخصية كبيرة وثقة
جبارة نحو اللحاق بالإنتر المعرض بقوة هذه الأيام لفقدان نقاط كثيرة ..
وعلى روما إستغلال الوضع والتركيز أولاً على الخروج بالنقاط أمام ميلان
ولازيو .. وبعدها أمام الفرق الصغيرة يأتي دور سباليتي الذي لو يواصل
على هذا النحو .. لا أعتقد أن السناريو سيتكرر .. ولكن هل نضمن إستمرار
سباليتي .. ومن بعده ثبات مستوى اللاعبين ؟؟ !!
كيف يمكننا تحقيق طموحاتنا .. و ( أحلامنا ) ؟ .. !!
إمكانيات روما كبيرة .. وكبيرة جداً ومن نواحي عديدة .. يمكن للفريق
تحقيق طموحه المجنون .. لو إستطاع الرجل الأول في الفريق لوتشيانو
من تسييرها بالشكل الصحيح .. وأهم هذه العوامل :
* القوة الجماعية للفريق .. مع سباليتي الفريق يلعب بجماعية رائعة
دون أنانية أو غرور من أحد اللاعبين .. وهذه ميزة من مميزات الفريق
لا نجدها في الكثير من الفرق ..
* تعدد الإختيارات لدى سباليتي .. مع تواجد العديد من اللاعبين في مختلف
المراكز لا توجد مشاكل لدى المدرب .. الأهم الأهم أن يختار الأفضل والأنسب
كما فعل أمام مدريد .. وليس أمام الإنتر !!
آخر الكلام :
قبل موقعة الأولمبيكو أمام الريال .. قلت أن روح الذئاب هي من ستجعل
الفريق يحقق الإنتصار .. وقد تحقق ذلك برأي المتواضع ..
أما وقبل موعد الإياب في مدريد .. كتبت موضوع كامل تكلمت فيه عن ظروف
المباراة وقدرة روما على الفوز .. ولكن هذه المرة لم أذكر روح الذئاب
بل وضعت آمالي كلها على سباليتي .. لكني في اللحظة الأخيرة حذفت
كل شيء ولم أرسل الموضوع .. وفي النهاية كان سباليتي رجل المباراة
الأول وإستطاع التعامل مع المباراة كما هو المطلوب ..
الآن وعند الحديث عن مستقبل الفريق وقدرته على الفوز بالبطولات التي
ينافس عليها .. أضع آمالي أولاً على سباليتي .. فهو الرجل الأول القادر
على قيادة الفريق نحو هذه البطولات .. وثانياً يأتي دور اللاعبين وبالأخص
أعمدة الفريق الأساسية .. بروحهم وقتالهم وعزيمتهم .. وبإمكانياتهم
بالإمكان أن نحقق المستحيل .. وأن نكتب التاريخ بأيدينا .. كما تعودنا !
سلام